Adminالمدير Admin
عدد المساهمات : 233 تاريخ التسجيل : 14/12/2011
| موضوع: البعد الفلسفي للأبراج والتنجيم الإثنين ديسمبر 19, 2011 1:05 pm | |
| البعد الفلسفي للأبراج والتنجيم
كان علم الفلك فيما مضى احد فروع الفلسفة، وكان التنجيم المستحوذ الأكبر على موضوع علم الفلك.. باعتباره رافق الإنسان وقلقه النبيل منذ الخليقة لمعرفة مسار صيرورته من الولادة إلى الممات، وهو يستغرق عميقا سؤال الحرية.. حرية الموجود الإنساني إمام هذا الزخم من ( الحتميات الفلكية )التي تولد معه، وتشمل: حتميات الشكل الخارجي، والصحة، والاستعداد والمواهب، والتوافق مع الآخرين، وكمية الحظوظ المعطاة... زائدا ان علم التنجيم يؤثر أيضا على الأرض، والزراعة، والحيوانات، وكل حدث سواء كان صغيرا ام كبير ا وبوسعنا ان نقول ان التنجيم هو احد وجوه القدر. وماتوفره الأبراج من تحليل للصفات هو نفاذ عميق ودقيق لخصائص الإنسان الفردية، وتحليل الأبراج يعتمد على بيانات دقيقة: كساعة الولادة، وتاريخ اليوم، والشهر، والسنة، ومكان الولادة، وتتداخل علوم الرياضيات، والهندسة، وعلم النفس، لتخطيط الخارطة الفلكية للشخص، وتحليل صفاته. دائما يطرح تساؤل: هل المؤثرات التنجيمية تزامنية، ام تسببية؟.. ومامدى انسجام مفاهيم الابراج مع منطق العقل اولا: حركة الكواكب تسببية خاضعة لقانون العلة والمعلول، بمعنى كلما حصلت تحركات في كوكب ما.. نتج عنه مؤثر كوني حتمي بأذن الله تعالى، اما بشأن مدى اعتراف العلم في التنجيم..فان هذا السؤال يدخلنا الى فكر (مابعد الحداثة ) الذي ثار على صنمية، وتقديس العقل، واطلق العنان للاعتراف بأمكانات المعرفة التي لاتستطيع المناهج العقلية الاحاطة بها فتلجأ إلى قمعها العقلاني،، بينما عالم مابعد الحداثة.. هو عالم مافوق العقل،، عالم التحليق في فضاء أمكانات لامتناهية، وهو اكبر من سجن العقل وصرامته. كثيرا ماشوه الدجالون روعة التنجيم، وخصوصا مايكتب في الصحف والمجلات من كلام انشائي متهافت غير صحيح، فالكتابة عن برج شخص ما تعتمد على دقة البيانات: كساعة الولادة،وتاريخ اليوم، والشهر، والسنة، ومكان الولادة، وتتم عملية تحليل الصفات بواسطة برامج متقدمة عن طريق الكومبيوتر ماذا عن صحة التوقعات مجمل التوقعات هي تفسيرات نسبية هلامية... وهي تشير إلى وجود (امكانات) وفرص، ولكنها ليست (حتمية ) بينما تحليل الصفات لبرج شخص ما وفق بياناته الدقيقة، فأنها (حتمية ) الحدوث. إن عالم التنجيم..هو عالم القلق الإنساني النبيل، وسؤال الحرية، ومصير الإنسان، ومدى قدرته على الاختيار،وهو يعيش وسط حصار: حتميات الوراثة، وقهر البيئة، وحتميات التنجيم... والتنجيم لا يتعارض مع الدين مطلقا، بل هو احد مظاهر الإعجاز الإلهي، وروعة دقة النظام الكوني، وما حصل من سوء فهم بين المنجمين والفقهاء سببه يرجع إلى خطأ تصور الفقهاء إن المنجم يعتقد ان الكواكب ( مستقلة الإرادة عن الله سبحانه ) بينما الحقيقة هي إن تأثيرات الكواكب تعد احد تجليات النظام الكوني العظيم الذي أوجده الله عز وجل
هل هذا العلم كذب و دجل فتشير بعض الدراسات العلمية الحديثة إلى وجود علاقة بين مهنة الوليد وظهور بعض الكواكب السيارة في الأفق. فقد وُجِد أن نسبة عالية من الأطباء ولدوا عندما كان المريخ وزحل قد ظهرا عند الأفق، أو كانا قد بلغا أعلى ارتفاع لهما في السماء. كذلك بيَّنت الدراسات أن مشاهير الأطباء والعلماء يولدون عندما يظهر المريخ أو زحل فوق الأفق، وأن القادة العسكريين وأبطال الرياضة ورجال السياسة يولدون في ظل شروق المشتري عند الأفق، بينما تندر ولادة الفنانين والموسيقيين في هذين الوضعين. أما أصحاب المهارات الفردية، كالأدباء وعدَّائي المسافات الطويلة، فهم يميلون إلى الارتباط بالقمر أكثر من ارتباطهم بأي كوكب من الكواكب كما أثبتت نفس الدراسات وجود علاقة بين أوضاع الكواكب عند ولادة الأبوين ووليدهما. أي أن الآباء والأمهات الذين يولدون عند ظهور كوكب معيَّن غالباً ما يولد أطفالهم في ظل نفس الكوكب. وقد وُجِد أن هذه الحالة تظل ثابتة في وجه العوامل المتغيرة المختلفة، مثل جنس الوالدين، ذكراً كان أم أنثى، وجنس المولود، وطول مدة الحمل، وعدد مرات الحمل السابقة، الخ. ويكون الارتباط أكثر ثباتاً عندما تتفق ولادة الأبوين عند طلوع نفس الكوكب. لذلك يُعتقَد أن مستقبل حياة الطفل يعتمد إلى حدٍّ كبير على جيناته أو خلاياه الوراثية. وإن هذه الجينات تحدِّد، بالإضافة إلى وظائفها الأخرى، لحظة الميلاد نستنتج من هذا كله أن دراسة أوضاع الكواكب في لحظة الولادة تتيح الوصول إلى نوع من التنبؤ حول مستقبل الوليد وخصائص طبعه وأنماط سلوكه الاجتماعي. هذا والله اعلى واعلم
دمتـــم بحفظ الله | |
|