منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج
منتدى الفلكي محمد يرحب بكم نرجو لكم قضاء وقتا مفيدا وممتعا بتواجدكم وحضوركم المشرق مع أحلى الاوقات وأرق النسمات الطيب حيث تجدون كل جديد عن الفلك والأبراج برفقتكم دوما
منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج
منتدى الفلكي محمد يرحب بكم نرجو لكم قضاء وقتا مفيدا وممتعا بتواجدكم وحضوركم المشرق مع أحلى الاوقات وأرق النسمات الطيب حيث تجدون كل جديد عن الفلك والأبراج برفقتكم دوما
منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج

عالم الفلك والأبراج
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
الأبراج الفلكية كل يوم
معكم يوميا الفلكي محمد والأبراج اليومية
الأبراج الفلكية كل يوم
معكم يوميا الفلكي محمد والأبراج اليومية
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
الاستشارات الفلكية
الاستشارات الفلكية الخاصةلطلب الاستشارات الخاصة بكم تسجيل الدخول منتدى الاستشارات الفلكية سجل المطلوب حسب التعليمات المذكورة
الأبراج الفلكية اليومية
معكم كل صباح الفلكي محمد والأبراج اليومية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأكثر نشاطاً
الكشف المجاني لمعرفة توافق الشريكين
حرصا منا على التعاون والصدق بالمعاملة
كلمة متواضعة لكم قبل دخول منتدى الأبراج الفلكية اليومية
توقعات الأبراج ليوم الاثنيين 26/12/2011
الأبرا والحب برج الحمل
تعريب برنامج الساعات الفلكية الناطق بالعربي
برنامج زيت 9 المعرب
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

منتديات الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج على موقع حفض الصفحات

 

 شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Adminالمدير
Admin
Adminالمدير


عدد المساهمات : 233
تاريخ التسجيل : 14/12/2011

شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم    شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 22, 2011 8:43 am

شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم  13012363372



شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد:
إن كل من تأمل شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجرد وإنصاف يدرك حقيقة هي أنه صلى الله عليه وسلم أروع وأرقى شخصية عرفتها التاريخ، فننظر في شخصيته صلى الله عليه وسلم من خلال خمسة جوانب مهمة جداً، وهذه الجوانب تبين لنا مدى التجديد والإصلاح اللذين حدثا بمبعث هذا الرجل العظيم عليه الصلاة والسلام.

الجانب الأول: ما الوقت الذي بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل الوقت الذي بعث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كان مناسبا للانقلاب والإصلاح اللذين أوجدهما في العالم ؟

إن الوقت الذي بُعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فترة من الوحي السماوي، وكان الناس قد سلطوا عقولهم وأيديهم على البقية الموروثة من تعاليم الرسل بالتغيير والتبديل، حتى اندثرت تلك التعاليم بالكلية من بعض المجتمعات، وبالأغلبية من البعض الآخر، ودعوات الرسل التي ظهرت قبل لم تشمل الشعوب جمعاء، فلم تتصف أي واحدة منها بالعالمية والشمولية التي تخص شعباً دون شعب، بل كانت كلها منحصرة في ساحة قوم دون غيرهم، الأمر الذي أوجد فراغاً روحياً في العالم لم يكن من تغطيته بد، وواقع الحال في ذلك الوقت شاهد بأن الأديان والأنظمة السائدة في ذلك الوقت لم يكن لها أن تسد ذاك الفراغ الموجود، وأن سده يتطلب ديناً قوياً مع نظام جديد، ليوجه سير العالم نوح الأكمل والأفضل والأمثل.
وقد كان العالم في ذلك الوقت يملأه المجوس والصابئة والمشركون بضروب من الضلالات والحماقات، بلغ بهم الانحطاط إلى عبادة كل مخلوق، بحثاً عن الإله الخالق، والذي يتشوفون إلى عبادته، إلا أن الطريق مجهولة عندهم، فكانوا بحاجة إلى من يهديهم إليها، وفي ذلك الوقت حدث صراع بين أناس من النصارى وآخرين وثنيين، حتى وصل الأمر ببعض النصارى إلى محاولة الاعتداء على الكعبة المشرفة، فأدبهم الله وصان بيته، ولم يكن نصراً للوثنية على النصرانية، ولكن نصراً لدين آخر لم يظهر بعد.
ومن سنن الله أنه إذا أراد شيئا هيأ أسبابه، وكل الأسباب المقتضية لظهور من يشمل الناس بدعوة إلى إصلاح الخلل، وتوحيد الشمل، كانت مجتمعة في ذلك الوقت، وهناك شيء آخر ألا وهو كونه صلى الله عليه وسلم عاش في ذلك الوقت المظلم، وإنه أمي ( لا يقرأ ولا يكتب )، وجاء بتعاليم وتشريعات يعجز العقل البشري أن يأتي بمثلها على مر الأيام، وهو برهان باهر على أنه النبي الذي آن خروجه في ذلك الحين.

الجانب الثاني: أي قوم عايشهم، وعلى أي مستوى كانوا من الحضارة.

إن القوم الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعيشون في جاهلية عمياء، وذلك في جميع أمورهم، سواء منها ما تعلق بأمر الإله المعبود، أو بحياتهم العادية، وكانوا قبل ذلك يدينون بدين إبراهيم عليه السلام، منذ أن نشأت ذريته في مكة وانتشرت في جزيرة العرب، فكانوا يعبدون الله ويوحدونه ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف، حتى طال عليهم الأمد ونسوا حظًا مما ذكروا به، إلا أنهم بقي فيهم التوحيد وعدة شعائر من هذا الدين، حتى جاء عمرو بن لُحَيٍّ رئيس خزاعة، وكان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف والصدقة والحرص على أمور الدين، فأحبه الناس ودانوا له، ظناً منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأوليـاء.
ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقاً، لأن الشام محل الرسل والكتب، فقدم معه بهُبَل وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة، لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، وصبغوا بهذه الوثنية البقية الباقية لديهم من آثار الحنفية، كشعائر الحج وغيرها.
ولا شك أن عقيدة القوم هي الموجه الأول لزمام أمرهم، فالانحراف في العقيدة يستدعي الانحراف في العبادة والسلوك والشعائر وسائر قطاع الحياة، والإنسان الذي وصلت به والسخافة إلى عبادة إله صنعه من تمر وعجين، فإن جاع أكله، كيف يرقى؟ وأية حضارة يبنيها هذا الإنسان؟، فقد كانوا قوما من البدو، معظم أو كل ما عندهم من أنشطة إنما هي محصورة في التجارة ورعي الغنم، لا ينظم حياتهم قانون ولا دولة، إلا القهر والغلبة، ونمط حياتهم يقلد فيه الأبناء الآباء، مصوناً من أدنى نقد أو تمحيص، هذا وتأثرهم بالعالم الخارجي لا يكاد يكون شيئاً مذكورا.
وكانت روح العصبية الجاهلية تسودهم، يتعصب الرجل لبني قومه، ويغضب لهم ولا يسأل"فيما غضبهم" ؟ ولذا كانت نار الحرب متأججة بينهم، يشعلها أتفه حادثة تقع بين القبيلتين، يقوم الرجل فيقوم له القبيلة، وتقوم لها الأحلاف، فتتسع بذلك دائرة الحرب، وهذه القبائل كانت تختار لأنفسها رؤساء يسودونها، وأن القبيلة كانت حكومة مصغرة، أساس كيانها السياسي الوحدة العصبية، والمنافع المتبادلة في حماية الأرض ودفع العدوان عنها‏، وكانت درجة رؤساء القبائل في قومهم كدرجة الملوك، فكانت القبيلة تبعاً لرأي سيدها في السلم والحرب، لا تتأخر عنه بحال، وكان له من الحكم والاستبداد بالرأي ما يكون لدكتاتور قوي، حتى كان بعضهم إذا غضب غضب له ألوف من السيوف لا تسأله‏:‏ فيما غضب، إلا أن المنافسة في السيادة بين أبناء العم كانت تدعوهم إلى المصانعة بالناس من البذل وإكرام الضيف والكرم والحلم، وإظهار الشجاعة والدفاع عن الغيرة، حتى يكسبوا المحامد في أعين الناس، ولاسيما الشعراء الذين كانوا لسان القبيلة في ذلك الزمان، وكان للسادة والرؤساء حقوق خاصة، لا يشاركهم فيها العامة.
وفي هؤلاء القوم بعث هذا الرجل ليصنع منهم قادة للبشرية؟ فأي مهمة هذه؟! وأي تحدٍ هذا

الجانب الثالث: ما حال بقية العالم في ذلك الوقت، وهل كان ثم ما يغني عن نظام جديد أم لا ؟

هكذا كان حال القوم الذين بعث منهم هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، أما بقية العالم فما حالها في هذا الحين؟! فما كان يقال عنها حضارات في ذلك الوقت، لا تعدو عن إمبراطوريات مسيطرة على بعض مناطق العالم، ولم يكن لها من أطماع سوى بث نفوذها العسكري على الأرض، وليس تحريرها بدين صحيح، وسياستها بنظام عادل، فهناك فرق بين دولة تهدف إلى مصالحها المادية فحسب، وأخرى ترمي إلى حفظ مصالح رعيتها المادية والمعنوية.
فالناس تحت تلك القيادات بين سادة وعبيد، أو حكام ومحكومين، فالسادة كان لهم كل الغُنْم، والعبيد عليهم كل الغُرْم، وبعبارة أوضح‏: ‏إن الرعايا كانت بمثابة مزرعة تورد المحاصيل إلى الحكومات، والحكومات كانت تستخدمها في ملذاتها وشهواتها وجورها وعدوانها، والناس كانوا يذوقون من الذل والهوان ألواناً، وفي ظلمة الجهل يتخبطون عمياناً، والظلم ينصب عليهم من كل جانب، وما في استطاعتهم التذمر والشكوى، بل كانوا يسامون الخسف والجور والعذاب ضروباً ساكتين، فقد كان الحكم استبدادياً، والحقوق ضائعة مهدورة، وليس هناك رحمة للرعية، ولا حكم بالسوية، أو عدل في القضية.
فكان لا بد للعالم من نظام جديد، يخرجه من هذا التدهور والانحطاط، ويقذفه نحو التطور، وذلك في جميع المجالات، وكان طبيعة العلاج تقتضي أن يكون نظاما مزدوجا، يرسو على أساسين أصيلين، هما قوام أمور الناس في الدنيا والآخرة:
الدين الصحيح.
والنظام العادل.
وأن يكون كل واحد منهما أصيلاً، لا أن يكون أحدهما أصيلاً والآخر أجنبياً مستعاراً لظروف طارئة، أو أغراض زائفة.

الجانب الرابع: مقارنة الوضع قبل، بالوضع بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم، وللتحقق من هل حدث بالفعل تغير وانقلاب - سلباً أو إيجاباً - في سير العالم أم لم يحدث تغيير، فلا بد من مقارنة الوضع السائد في الناس قبل ظهور النبي الكريم، بالوضع الذي تركهم عليه، فيتضح أن هذا الرجل صلى الله عليه وسلم هو الذي رقي بالبشر نحو الأكمل والأفضل، لأن كمال البشر بكمال أخلاقهم، لا بكمال البنية الجسمية وهيئته.وهذا الكمال في الخُلق هو الذي يضمن لهم سلامة واستقرار مجتمعهم بنطاقه الواسع، ويكفي أبسط تأمل في أحوال المجتمعات السابقة والحاضرة، لإدراك ما للخُلق من علاقة عميقة وصلة وثيقة بصلاح المجتمع وبقاءه، فالخُلق من الركائز الأولية لبناء المجتمع، وأي مجتمع عدمهاالخًلق -، فعاقبته الاندثار والدمار بلا شك، لأن المجتمع ليس إلا عبارة عن أفراد جمعتهم الحياة في مكان واحد، والذي يحدد ويوجه علاقة كل فرد بالآخرين هو الخُُلق الذي منه ينطلق سلوكه وتوجهاته وجميع تصرفاته في حياته اليومية، فيصح القول إذاً بأن الخُلق هو الموجه والمؤثر المباشر في سير المجتمع سلباً و إيجاباً.وهذا كاف في الكشف عن خطورة الخُلق ومنزلته في المجتمع، وأن الرقي بالبشر لا يتم إلا بالنهوض بخُلقهم نحو الأكمل، فأكمل البشر أكملهم خُلقاً وليس أقواهم جسما، وأنه مهما تفوق الإنسان، وعلا في الماديات مع سفالة أخلاقه ورذالتها، فإنه ينحط ولا يرقى، ويهلك المجتمع ولا يبقى.وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن كمال الإنسان ليس في كمال أو جمال جسمه دون خُلقه، حيث كان إذا نظر عليه الصلاة والسلام إلى نفسه في المرآة - وكان من أحسن الناس خَلقا- حمد الله وشكره على ما أنعم به عليه من جمال وكمال الخلقة، وسأله كذلك أن يحسِّن له خُلقه، إذ بذلك يكون الكمال المتوازن، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: (الحمد لله الذي خلقني فسواني، اللهم كما أحسنت خَلقي، حسِّن خُلقي)، وأيّما مجتمع انخلع عن الخُلق الفاضل انقلب عيش أبناءه كحياة الأنعام في الغابة.ولما كان سر رسالته صلى الله عليه وسلم في الحفاظ على بقاء المجتمع البشري فحسب، بل وإصلاحه، وتطويره نحو الأفضل، كي يتحقق له النجاح والفلاح في الدارين، جعل إصلاح أخلاقهم في المقدمة من الغايات التي يسعى ليحققها، فحصر الغاية من بعثته في هذه المهمة وكأنه لم يُبعث إلا لها، وهذا غاية في التنبيه على أهمية الخُلق ومكانته في رسالته صلى الله عليه وسلم التي يحملها إلى الناس.وما قال هذا أحد قبله ولا بعده، لماذا هو وحده ؟لأنه هو المتمم المصلح وكما قال صلى الله عليه وسلم: (إن مثلي ومثل الأَنْبِيَاء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النَّاس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قَالَ: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين).فإنه آخر لبنة يكمل بها البنية، فالبنية بنية الرسالة، والرسالة رسالة صنع البشر، وهذا له مؤهلاته ومتطلباته، إلا أن الله قد اختاره وأعده وأمده، فكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا وأرجحهم عقلاً، وأصدقهم قولاً وفعلاً، أدبه ربه – عز وجل - فأحسن تأديبه، ورباه فأحسن تربيته، وعلمه فعصم تعليمه) وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ {القلم: 4} أجل! والتاريخ يشهد على ذلك والله خير الشاهدين. لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ﴾ {الأحزاب: 21 } فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم شاورهم في الأمر﴾ { آل عمران:159 } لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ﴾{ التوبة: 128 }وإن رب البيت أدرى بما فيه، وأنه لا يُحسن تربية العباد أحد مثل رب العباد، فإنه عليه الصلاة والسلام بالفعل كان يربي الناس ليس بما يهواه أو يشتهيه، بل بالوحي المعصوم، الأمر الذي يفسر لك كونه من قوم، نشأ فيهم وترعرع، ثم يخالفهم تماما على العادات الجاهلية التي كانوا عليها، وأخذ يبدلها بتعاليم وآداب ما عرفها الأجداد ولا الأقران، وهي أزكى وأسمى ما تحلى به إنسان.



الجانب الخامس والأخير: النظر في الوسائل التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم لفعل هذا الإصلاح والتغيير.يتمحض من دراسة تاريخ البشرية، أن توحيد الأرض تحت نظام واحد، من التشتت والفوضى ليس بمهمة سهلة، خاصة وأن ينطلق من ذلك القطاع الجاف الخالي عن كل نظام وحضارة، فإنها مهمة تحتاج إلى وسائل قوية لتنال نجاحاومن هذه الوسائل ضروري اكتمالها لدى من ستتم هذه المهمة على يديه ألا وهي
الوسيلة الأولى:
لا بد أن يكون ذا شخصية بارزة جذابة، تتسم بالتكامل والاتزان في جميع الجوانب، ليكون قدوة يقتدى بها، وأسوة يتأسى بها، لا أن يبرز في جانب ويغمض في آخر، كما هو الشأن في الكثير من الرجال، أما النبي عليه الصلاة والسلام فهو قائد للأبد، وهادٍ للبشر، والقائد له مؤهلاته، والهادي له مواصفاته، وقد اجتمعت في شخصيته صلى الله عليه وسلم مؤهلات من أقواها: الاختيار، والإعداد، والإرسال، والإمداد من الله سبحانه وتعالى.
فإنه المختار الذي اختاره الله من خير نسب بني آدم، من صميم سلالة إبراهيم، الذي جعل الله في ذريته والنبوة والكتاب، فلم يأت نبي بعد إبراهيم إلا من ذريته، وجعل له ابنين إسماعيل وإسحاق، وذكر في التوراة هذا وهذا، وبشر في التوراة بما يكون من ولد إسماعيل، ولم يكن في ولد إسماعيل من ظهرت فيما بشرت به النبوات غيره، ودعا إبراهيم لذرية إسماعيل بأن يبعث فيهم رسولاً منهم، ثم من قريش صفوة بني إبراهيم، ثم من بني هاشم صفوة قريش، ومن مكة أم القرى، وبلد البيت الذي بناه إبراهيم، ودعا الناس إلى حجه، ولم يزل محجوجا من عهد إبراهيم مذكوراً في كتب الأنبياء بأحسن وصف.وكان صلى الله عليه أكمل الناس تربية ونشأة، أدبه ربه فأحسن تأديبه، فلم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل، ومكارم الأخلاق، وترك الفواحش والظلم، وكل وصف مذموم، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة، وممن آمن به وممن كفر بعد النبوة، لا يعرف له شيء يعاب به، لا في أقواله ولا في أفعاله، ولا في أخلاقه، ولا عُرف عليه كذبة قط أو ظلم وفاحشة، وكان خلقه وصورته من أكمل الصور وأتمها وأجمعها للمحاسن الدالة على كماله، والنظر في سيرته وصفاته لا يبقي أدنى شك عند كل عاقل في كونه هو المؤهل لأن يكون قائد البشرية نحو فلاحها وصلاحها للأبد.والخصائص التي اجتمعت في شخصيته صلى الله عليه وسلم كثيرة، الواحدة منها كافية في صنع الرجال الذين يملئون التاريخ. فلو انه اكتفى طول حياته بتربية الرجال الذين كانوا قد تضلعوا من الجاهلية واجتثاث الرواسب الجاهلية من نفوسهم ليحل محلها هذه التعاليم العالية التي فعلت بهم أئمة وقادة للناس، لكفاه ذلك. ولو أنه أنفق حياته كلها في الدعوة إلى دينه وإقناع الناس ليتركوا الأديان الأخرى ويدخلوا في دينه، وكل ما يتطلبه ذلك من قوة الحجج، والسلامة من التناقض، ومواجهة من يعاديه من أهل الكتاب والمنافقين والمجوس والصائبة والوثنيين وغيرهم بالأدلة والحجج التي تقف في وجوههم حتى انتصر عليهم دينه، ونال من الانتشار ما لم يسبق له مثيل، وتبعه من الناس من كل جنس وصنف من لا يحصيهم إلا الله، وقبلوا دعوته بقناعة ورضا، وأحبوه أكثر من النفس والمال والأولاد، لو أنه أنفق حياته كلها ليتحقق له هذا لكان معجزاً، كيف وإنما حققه في 23 سنة فحسب؟ ولو أنه سعى طول حياته ليقيم دولة أو ملكا يحاذي دولة وملك الروم والفارس لكفاه ذكراً أن يتحقق له ذلك، كيف وقد قام له دولة ذاب فيها تلك الدول بما فيها، ولم يكن في يده في يوم من الأيام من القوة والأعداد ما يقارب قوة تلك الدول وأعدادها، ومع ذلك قد حصل ذلك كما كان قد وعد به أتباعه. ولو أنه مكث طول حياته في إلقاء التعليمات والتوجيهات التربوية العالية إلى البشر، لينتفعوا بها في استقامة حياتهم لكفى ذلك في كونه مربيا وحكيما لا يعرف له نظير.
ولو أنه بقي مدة حياته مع أهله في عيشه السعيد معهم، المليء بالتعليمات التي تطيب بها الحياة، وما كان عليه معهم من لطف ورحمة وحب وحنان وعدل وبر وخير وصلاح و...... و... لكان كافياً ليكون الوالد والزوج الذي يقتضى به. ولو أنه بقي طول حياته في عبادته لربه، والزهد والصلاح وقراءة القرآن والبكاء من خشية ربه، لكفى ليكون إمام العباد والصالحين.كيف وقد اجتمع ذلك وأكثر في شخصيته صلى الله عليه وسلم؟
الوسيلة الثانية:
أن يكون صاحب دعوة شاملة مبرهنة بالحجج القاطعة، والأدلة الساطعة، مقرونة بالتحدي والإعجاز، لقصم ظهور الملحدين، وقطع طمع المبطلين، ولأنها دعوة من شأنها معايشة الظروف، ومناسبة العصور، ومخاطبة جميع الصنوف، ودعوة كهذه لا تقوم إلا على أساس النبوة، والأمر كذلك فإن الرجل خاتم النبيين، قد أرسله الله إلى الناس كافة، وهذه النبوة ليست مجرد ادعاء عار عن الصحة والحق وتبعه عليه الناس، لأن الرجل كان أميا من قوم أميين، لا يعرف لا هو ولا هم ما يعرفه أهل الكتاب التوراة والإنجيل، ولم يقرأ شيئاً عن علوم الناس، ولا جالس أهلها، ولم يدع نبوة إلى أن أكمل الله له أربعين سنة، فأتى بأمر هو أعجب الأمور وأعظمها، وبكلام لم يسمعه الأولون والآخرون، وأخبرنا بأمر لم يكن في بلده وقومه من يعرف مثله، ولم يعرف قبله ولا بعده ولا في مصر من الأمصار، ولا في عصر من العصور، ولا من أتى من آيات بمثل ما أتى به، ولا من دعا إلى شريعة أكمل من شريعته، والذين اتبعوه لم يتبعوه لرغبة ولا لرهبة، فإنه لم يكن عنده مال يعطيهم، ولا جهات يوليهم إياها، ولا كان له سيف، بل كان السيف والمال والجاه مع أعدائه، وقد آذوا أتباعه بأنواع الأذى وهم صابرون محتبسون، لا يرتدون عن دينهم لما خالط قلوبهم من حلاوة الإيمان والمعرفة.
وهو صلى الله عليه وسلم - مع ظهور أمره وطاعة الخلق له وتقديمهم له على الأنفس والأموال - مات ولم يخلف درهماً ولا ديناراً ولا شاةً ولا بعيراً له إلا بغلته وسلاحه، ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير، ابتاعها لأهله، فحكم بأنه لا يورث، ولا يأخذ ورثته شيئاً من ذلك، وهو في كل وقت يظهر على يديه من عجائب الآيات وفنون الكرامات ما يطول وصفه ويخبرهم بخبر ما كان وما سيكون، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويشرع الشريعة شيئاً بعد شيء، حتى أكمل الله دينه الذي بعث به، وجاءت شريعته أكمل شريعة، لم يبق معروف تعرف العقول أنه معروف إلا أمر به، ولا منكر تعرف العقول أنه منكر إلا نهى عنه، لم يأمر بشيء فقيل: ليته لم يأمر به، ولم ينهى عن شيء فقيل: ليته لم ينه عنه، وأحل الطيبات لم يحرم شيئا منها كما حرم في شرع غيره، وحرم الخبائث لم يحل منها شيئا كما استحله غيره، وجمع محاسن ما عليه الأمم فلا يذكر في التوراة والإنجيل والزبور نوع من الخبر عن الله وعن ملائكته وعن اليوم الآخر إلا وقد جاء به على أكمل وجه، وأخبر بأشياء ليست في الكتب، فليس في الكتب إيجاب لعدل، وقضاء بفضل، وندب إلى الفضائل، وترغيب في الحسنات، إلا وقد جاء به، وبما هو أحسن منه، وإذا نظر اللبيب في العبادات التي شرعها، وعبادات غيره من الأمم، ظهر فضلها ورجاحتها، وكذلك في الحدود والأحكام وسائر الشرائع.
ولو كان صلى الله عليه وسلم طامعاً في الملك وأعراض الدنيا لأمكن القول بأنه أتى بدعايات فارغة لنيل مآربه، ولم يكن يغتم لانكشاف أباطيله بعد ذلك إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام أزهد الناس عن الدنيا، والدليل قوله عليه الصلاة والسلام: ( ما لي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها
الوسيلة الثالثة:
أن يكون الرجل معززاً بالقوة المعنوية والمادية معاً، لتقف بهما في وجوه كل مكابر معاند، يترصد لدعوته، وتوفر إحدى هاتين القوتين مع تخلف الأخرى خلل وضعف، ولله في كونه سنناً لا تتبدل ولا تتخلف، ومنها أنه تعالى لحكمة بالغة قد جعل لكل شيء سبباً وطريقاً يؤدي إليه، فهو القادر على أن ينصر رسوله على كل من وقف لصد دعوته، دون أن يجعل النبي يلجأ لأي من الأسباب المادية أو المعنوية، ومن تلك السنن أن جعل لكل نبي عدوا من المجرمين، وهو عدو مجرم يصب الصدود والعراقيل للحيلولة دون استجابة الناس لدعوته، فكان لزاماً أن يأخذ بالأسباب المادية والمعنوية لتنحية هذا العدو وتأمين خطره، وإن أدى الأمر في بعض الأحيان إلى إراقة الدماء، لأنها وإن كانت مفسدة من وجه، إلا أنها مفسدة اقتضى ارتكابها تحصيل مصلحة أكبر منها بكثير، وهي هداية الناس التي تحقق لهم الفلاح والسعادة، ولا شك أن تحصيل مصلحة بارتكاب مفسدة دونها عقل وعدل، وكذلك درء مفسدة بتفويت مصلحة دونها عقل وعدل، ولا يتوقف عاقل في قطع عضوه المتآكل إذا توقف عليه حياة وسلامة بقية الجسد، والقطع - وإن أراده القاطع - إلا أنه ليس مراداً لذاته، وإنما هو مرادٌ لغيره، فلم يكن هناك أي تعارض بين هذا وهذا، القطع من حيث هو قطع ضرر، ولا بد منه لأنه الوسيلة، والقطع من حيث هو وقاية وسبب برء منفعة، وهي الغاية المنشودة.
فمن الحكمة إذاً أن يتصف من له مثل هذه الرسالة بالشمولية والاعتدال والتوازن، وليس أن ينحصر في ميدان ليغيب عن ميادين، أو يركز اهتمامه في قضية ويهمل قضايا أخرى، فطبيعة رسالته عليه الصلاة والسلام والعقبات التي كانت تحول دون إبلاغها كانت تقتضي منه هذه الشمولية مع التوازن والاعتدال في القوة والسلم، ويتبين ذلك أكثر إذا عرفنا أصناف المناوئين لدعوته، فإنهم لا يخرجون عن رجلين:
إما جاهل لا يتصور فحوى دعوته تصوراً صحيحاً، وهو حال أكثر الناس، فإن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mhmd1961.syriaforums.net
 
شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفلكي محمد لعلوم الفلك والأبراج :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى الأبراج الفلكية اليومية :: منتدى العلوم الفلكية :: منتدى الكواكب والنجوم :: منتدى البرامج الفلكية :: الاستشارات الفلكية والروحانية الخاصة :: منتدى الأحجار الكريمة :: الفئة الثانية :: منتدى همسات وجدانية للشعر :: منتدى الاسلامي :: منتدى السيرة النبوية-
انتقل الى: